غير مصنف

تعز امرأة تطهر نفسها بقتل طفلتها

المستقلة خاص ليمنات

المكان: جولة زيد الموشكي.الزمان: 16/1/2013م الساعة الخامسة فجراً.

مرت الدقائق.. أنتصف الليل.. أزداد الظلام ظلاماً.. والسواد سواداً.. غطى البرد المباني والشوارع.. والازقة والمحلات المغلقة.. براميل القمامة المهملة وبدأ يجرف القصاصات وبقايا القمامة والمدينة الحالمة شبه نائمة، لم تدرك بعد الفاجعة.

مرت ساعات الليل.. أقترب الفجر.. صاح الديك.. أذَّن المؤذن وصحت المدينة على وقع الجريمة المؤلمة.. إنها جريمة أخلاقية ترتب عليها قتل الحالمة.. الجريمة لم تبعد كثيراً عن مسرح الجريمة المنشورة قبل أشهر بعنوان” أم ترمي طفلتها من الدور الخامس” ولكن الطريقة تختلف والسبب غريزة ليلة على إثرها حملت المرأة.

نعم.. لقد كان مسرح الجريمة- هذه المرة- بالقرب من جولة زيد الموشكي بعد أن تسللت يد خبيثة في جنح الظلام والبرد القارس إلى ذلك المكان لترمي هناك طفلة الخطأ..

وضعت الطفلة حديثة الولادة- دون غطاء رغم شدة البرد- بالقرب من أحد البراميل وبين القمامة المبعثرة لتواجه أول مصير لها على وجه الأرض.. لتبدأ مرحلة الشقاء من أول دقيقة خرجت بها إلى الحياة- لقد فضلت الأم أن تكون وسيلة القتل البرد، لأنها تدرك تماماً أن البرد كافٍ لإزهاق روحها الطاهرة، وهي على أرض الشارع دون لحافٍ، بسبب ذنب لم ترتكبه، سيترتب عليه حكم السماء في محكمة عادلة عُنْوِنَ حالها “بأيِّ ذنبٍ قتلت؟!” نعم لقد تركت الطفلة شبه عارية على أرض الشارع بين القمامة المبعثرة دون رحمة.. لو كانت تستطيع السير لما بقيت هناك عارية.. لو كانت تستطيع الكلام لنادت بأعلى صوتها لإنقاذها من الأم السَّفاحة، ولكنها ابنة بضع دقائق، رغم ذلك قاومت البرد وبدأت تصرخ طلباً النجدة.. ظلت الطفلة تبكي.. تصرخ وتصرخ بأعلى صوتها وكأنها تنادي خالقها ليعجل بقبض روحها من شدة البرد.. اشتد البرد فأشتد صراخها أكثر.. بدأ صوتها يصل إلى العشش شبه المفتوحة- صفيح المهمشين- البعض اتجه صوب الصوت وخوفاً من المساءلة تركت الطفلة على الأرض تصرخ.

 لتكون الجهات الرسمية أول من يوثق الحدث، وعليه بُلِّغ أقرب قسم بالحادثة.. وصل الجميع لإنقاذ الطفلة- ولكن بعد فوات الآوان-

امتلأت رئتا الطفلة بالبرد.. تفجرتا.. ازرق جسمها.. أختفى صوتها.. وصل الجمع لإنقاذ الطفلة- ولكن بعد فوات الآوان- لقد كانت رحمة السماء اقرب إليها وأرحم بها ممن حملتها تسعة أشهر بين أحشائها..

زر الذهاب إلى الأعلى